في وسط الزحام الشديد في الدار البيضاء، في فترة خروج الموظفين، وقد تكدَّست
الشوارع بالسيارات وعلت آلات التنبيه، وقد ظهرت علامات التعب النفسي على
بعض سائقي السيارات، أخذ يوسف وأيوب طاكسي حتى إذبلغا المكان
المطلوب قدم يوسف أجرةالطاكسي للسائق مع ابتسامة لطيفة، وهو يقول له
"إنك
سائق طاكسي فريد!"
-
أتمزح؟!
لا،
بل أنا مُعجب بقدرتك على قيادة السيارة
بمهارة فائقة،وبأعصابٍ
هادئةٍ،
وبوجهٍ باش.
إنك
فريد!
-
شكرًا!
إني
لم أسمع أحد قط يمدحني هكذا
إني
لا أمدحك، لكنني أعبر بحق عما
أشعر به
نحوك. فرح
قائد السيارة وانطلق بالطاكسي في
هدوء.
سأل
أيوب صديقه:
لماذا
قلت هكذا لسائق
الطاكسي؟-
هذا
هو أسلوبي، فإنه لن
يُصلح أي مجتمع ما لم
ترفع من معنويات كل إنسان ما استطعت.
هذا
السائق يتعامل
مع عشرات الأشخاص
كل يوم، فإن شعر بإعجاب الناس به يقدم
خدمة ممتازة، ويبعث
روح السلام والمحبة في أعماقه كما في بيته
ومع من يتعامل
معهم
.-
وهل
تظن أن سائق الطاكسي سيصلح الملايين
في الدار البيضاء؟أنا أومن أن
البذرة
الصالحة إذ تُروى تصير شجرة وتضم في أغصانها
طيورًا كثيرة وتظلل على
أناس وحيوانات
كثيرة.
إن
العالم كله
محتاج إلى كلمة محبة صادقة تنبع من قلب
مخلص في حبه لكل البشرية.