نزل أحدهم من بيته ووقف أمام الباب وهو فى كامل أناقته وحسن هندامه ، أخذ يشير بيده إلى سيارة الأجرة وبالفعل لم تمر بضع ثوانٍ حتى توقفت أمامه سيارة أجرة ، فتح الباب وركب السيارة فنظر إليه السائق فى أدب واحترام وسأله ::
إلى أين تريد الذهاب ياسيدى ؟
صمت صاحبنا برهة غير قصيرة والسائق ينتظر رده وعندما طال انتظاره سأل السائق سؤاله مرة أخرى وقال:
عفواً أين تريد أن نتوجه ياسيدى ؟ رفع الراكب رأسه وتنحنح وكأنه يبحث عن صوته ، ولمع فى عينيه حيرة محبطة ملأت المكان وقال :
لا أدرى
لم يصدق السائق نفسه وقال : ماذا ؟ لا تدرى إلى أين ذاهب ؟
جاء الرد خجولاً مهزوزاً : نعم
سؤالى لك :
ماذا ستفعل لو كنت مكان هذا السائق ؟
هل ستطرد الراكب ؟
أم تشك فى قواه العقلية ؟
أو ماذا ستفعل؟
مهما يكن رد فعلك فلا أظن أنك ترضى عن سلوك ذلك الراكب ، وهذه حقيقة فكلنا فى الغالب لن نرضى عن مثل هذا السلوك من الضياع والحيرة ولكن هل سألت نفسك :
أين تريد أن تذهب بحياتك أنت بعد خمس أو عشر سنوات ؟
هل عندك وجهة تولى وجهك شطرها ؟
هل تعرف إلى أين تقود عربة حياتك ؟
هذه الأسئلة قد تكون غريبة بعض الشئ ولكنها هامة جداً حتى لا يكون المرء فى حياته مثل ذلك الراكب التائه الذى لا يدرى أين يذهب .
إن أول خطوات تطوير الذات بل إن أهم خطوات النجاح فى الحياة على الإطلاق هو :
أن تحدد رسالتك وأهدافك فى الحياة .
فقد تصبح حياتك بدونهما ضرباً من العبث ، أو على أحسن الأحوال معاناة مستمرة فى مكافحة المشاكل والعيش فى منطقة ردود الأفعال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق